من ارشيف مجلة الموعد (شارع النجوم)

تنشر "الموعد" في "شارع النجوم" مجموعة من المقالات التي كتبها رئيس تحرير "الموعد" الراحل محمد بديع سربيه، وهي لا تتبع التسلسل الزمني، بل تتنوع مواضيعها ومضمونها مع تنوّع النجوم الذين رووا ذكرياتهم وتحدثوا ومشوا في "شارع النجوم".
---------------------------------------
كانت خالية من الناس حديقة مستشفى "الأهرام" التي دعوت النجمة الكبيرة ماجدة والمخرج الشاب كريم ضياء الدين الى ان نقضي فيها الوقت الذي سيستغرقه اعداد الديكور للمشاهد الجديدة التي ستصوّر من فيلم "عندما يتكلم الصمت" الذي ستظهر فيه لأول مرة النجمة الجديدة غادة ايهاب نافع.
وخلو الحديقة اثار استغرابي الذي ما لبث ان زال بعد ان عرفت ان المستشفى لم يبدأ عمله بعد بشكل كامل، وان ما يجري فيه الآن هو مجرد تدريب لفريق العاملين فيه، وهذا ما جعل التصوير فيه سهلاً.
والذي لفت نظري هو ان النجمة الكبيرة ماجدة عندما كانت تمثّل مشهداً مع النجم الشاب هشام سليم ومطرب الأوبرا حسن كامي، كانت تتعامل مع المخرج الشاب كريم ضياء الدين بنفس الاحترام الذي كانت تتعامل فيه قبل ربع قرن واكثر مع والده المخرج الراحل احمد ضياء الدين، بل وبدا عليها ـ وهي تسمع منه التعليمات قبل ان تدور الكاميرا وتقول: حاضر! ـ انها بقدر سعادتها بظهور ابنتها الشابة غادة نافع معها في فيلم "عندما يتكلم الصمت" بقدر ما هي سعيدة بأن مخرج الفيلم هو نفسه الطفل الذي كان يمثل دور ابنها الطفل عام 1958، في فيلم "مع الايام" وكانا معاً يتلقيان ـ وهما امام الكاميرا ـ التعليمات من والده الراحل..
ووافقنا، كريم ضياء الدين وأنا، بعد استراحة قصيرة في كافتيريا المستشفى، على رأي النجمة الكبيرة ماجدة بأن نتحدث ونحن نمارس رياضة المشي في الحديقة، خصوصاً وان الجو في ذلك اليوم كان مشرقاً، والشمس دافئة والسماء صافية زرقاء!
وأحبت النجمة الكبيرة ان احادث كريم ضياء الدين اولاً..
قلت للمخرج الشاب:
* هل ما زلت تذكر متى دخلت لأول مرة الى ستديو سينمائي؟
فأجاب ونحن نتمشى، وماجدة وانا نسمع:
ـ ايوه، كان عمري على ما اذكر خمس سنوات، وهنا في الاستديو ده.
واشار الى "ستديو مصر" الذي هو على بُعد كيلو متر واحد من المكان الذي نحن فيه وقال:
ـ ما زلت اذكر كيف دخلت ستديو مصر لأول مرة مع والدي، وادخلني الى ديكور كان فيه استاذه المخرج الكبير الراحل محمد كريم يخرج مشهداً بطلته النجمة المشهورة في تلك الايام راقية ابراهيم، وكانا معاً يجلسان على "كنبة" مستديرة ويتحدثان، ويومها لم يكن والدي يخرج فيلماً في الاستديو، بل جاء ليشرف على عملية مونتاج لأحد الأفلام، وادخلني الى الغرفة التي تجري فيها هذه العملية على "المافيولا"، وبعد ربع ساعة شعرت بالملل من قطع الأفلام التي تروح وتجيء فأخذت "أزنُّ" عليه بأن "يروّحني" الى البيت، وهكذا كان، غير انه ـ وقد عرف ان ما يستهويني هو التفرُّج على تصوير الأفلام وليس على عملية المونتاج لها ـ صار يأخذني معه الى الاستديو الذي كان يخرج فيه فيلم، "اين عمري".
قلت:
* ومن كثرة ذهابك الى الاستديوهات ورؤيتك للممثلين والممثلات اصبحت ممثلاً وانت في سن الطفولة؟
فابتسم وقال:
ـ ايوه، وكان من حظي ان اول دور مثّلته كان مع مدام ماجدة.
فضحكت النجمة الكبيرة وقالت:
ـ كان كريم خفيف الدم قوي وهو يمثل، وما زلت اذكره وهو يقف امام الكاميرا ويردد الحوار الذي حفّظه إياه والده دون ان يهتم بأحد من حوله..
وتوقف كريم ضياء الدين عن المشي واوقفنا معه، ثم روى حكاية اول لقطة مثّلها في فيلم "مع الايام" الذي كان من اخراج والده وبطولة ماجدة، التي كانت ما زالت نجمة جديدة، وكان معهما من نجوم تلك الأيام: عماد حمدي، علوية جميل، احمد علام، وداد حمدي وسناء جميل.
وقال طفل الأمس الذي اصبح مخرجاً كوالده:
"كان اول مشهد مثّلته انا ومدام ماجدة،
وكنت في الفيلم ابنها الصغير..
وكان عليَّ، وانا اجلس امامها وهي تعدُّ لي الشاي، ان اقول لها وانا في حالة زعل:
* انتي ليه ما بتحطيش ثكّر (اي سكر) يا ماما؟
وكنت ألدغ بالثاء كأي طفل!.
وقلت الجملة، فقال مهندس الصوت: "ستوب"، وجاء اليّ وقال:
ـ يا كريم علّي صوتك شوية!
واعدت الجملة بصوت اعلى قليلاً، وعاد مهندس الصوت يقول: أعلى، أعلى! وعندما تكرر ذلك ثلاث واربع مرات، تركت مكاني غاضباً، وقلت لوالدي:
ـ مش معقول يا بابا اكون زعلان ويكون صوتي عالي، اذا كنتوا عاوزين قرّبوا انتم الميكروفون.

من ارشيف مجلة الموعد (شارع النجوم) Startstreet2L

من ارشيف مجلة الموعد (شارع النجوم) Startstreet2L

شكرا كتير

مشكور ساموراي الله يخليك

تسلم اخوي ع الموضوع

يعطيك الف عافيه ودمت بهذا التميز..

تسلم اخوي ع الموضوع

يعطيك الف عافيه ودمت بهذا التميز..