لما راوغت طالبة ستار اكاديمي سالي بأسئلتي .. راوغتني بإجاباتها المثيرة .. والتي تمتلىء بالجراءة والعفوية غير محمودة العواقب في أحيان كثيرة !
فمثلا سألتها .. "هل كان الاشتراك في برنامج ستار أكاديمي أحد أحلامك?" .. فقالت" بل وأنا في طريقي إليه تساءلت بيني وبين نفسي ولماذا لا يقبلونني وأنا أجيد التمثيل والغناء والاستعراض "باختصار كوكتيل مواهب"!? سألتها أيضا : انفعالاتك كانت مفتعلة ومصطنعه ومحاولة لإثبات خفة الظل .. فقالت " لست في حاجه إلي إثبات ذلك" .. فلاحقتها .." وقبلاتك لزملائك من طلاب الأكاديمية كانت زائدة عن الحدود".. فقالت..."" عموما من تضايق.. اقدم له اعتذاري الشديد واؤكد له أنني كنت أرى كل من يحيط بي في الأكاديمية أشقاء وأصدقاء وأخوة!
كنت أكثر المشتركات بالبرنامج الذي أنطلقت حوله الشائعات ونسجت حوله قصص الحب .. لماذا ?
لا أعرف .. ولكني كنت أكثر المشاركات التزاما وقدرة على تحديد علاقاتي بمن حولي وجميعهم يعلمون أنهم مجرد أشقائي وأصدقائي لا أكثر من ذلك .. فمثلا محمد قماح "بحكم أنه مصري كنت أراه أكثر قربا وفهما لي, ولم تتعد علاقتنا أكثر من الصداقة وكان يستحق ذلك بالفعل لأنه شهم وجدع, ويفضلني دوما عن كل المشاركين قائلا " بالطبع سأختار سالي لأنها ابنة بلدي" , أما "كارلو وعماد فانطلقت شائعات أنني أحببتهما .. فلا يمكن تصديقها .. وعموما أمر طبيعي انطلاق الشائعات ولا أراها سوى نتاج طبيعي للنجاحات الكثيرة التي حققناها جميعاً كطلاب داخل الأكاديمية .. فلو لم يحبنا الجمهور ما سعى بعض الخبثاء الى إطلاق الشائعات عنا !
لكنك اعترفت "لقماح" بحبك على الهواء مباشرة وكان رد فعله صادما وأصابك بالإحراج بعدما رفض هذا الحب ?
خانني التعبير .. لم أقصد على الإطلاق الحب الذي فهمه .. كان مقصدي كله أنني أحبه كأخي لا أكثر .. وأعتقد أنه تفهم ذلك ونحن الآن صديقين وأخوة الى أبعد الحدود ! وعموما أؤكد له أنني آسفة لهذا الفهم الخاطىء!
إذن قلب سالي خال من الحب ?
قلبي لم يدق وينبض بالحب سوى مرة واحدة فقط وكانت لشاب مصري يعيش في كندا والتقيته وعمري 16 عاما وأحببته بعنف .. وفجأة انتهى كل شيء بعودته إلى هناك!
هل كنت تحلمين بلقب ستار أكاديمي?
بالتأكيد ..وكان حلما مشروعا بالنسبة لي ويمكن تحقيقه لولا الظلم الذي تعرضت له.
ماذا تقصدين?
أقصد أن موهبتي الغنائية والاستعراضية لم تظهر بالشكل الذي يرضيني ولم يساعدني أحد على اكتشاف الكثير من مناطق الموهبة التي أمتلكها .. وكنت أقدم مضطرة أغنيات لا تليق مع صوتي ولا تظهر إمكاناته .. ولذا شعرت بالقهر والحزن .. فمثلا كنت الوحيدة بين طلاب الأكاديمية التي لم تقدم أغنيتها بعد أن بذلت مجهودا كبيرا لتأليفها وتلحينها , وذلك لغنائها في حفل "البرايم" ورغم إعجاب الجميع بها وكانت بعنوان "هنت عليه" فوجئت بتجاوزي وعدم إتاحة الفرصة لي لغنائها , ورغم حزني الشديد إلا أنني أقنعت نفسي بأن الله شاء ذلك حتي يظهر أول عمل غنائي من إبداعي في ألبومي الخاص ليعرفني من خلاله الجمهور الذي تابعني خلال محاولاتي لتأليفها وتلحينها. وخصوصا أن CD الأكاديمية الذي يتم إنتاجه سنويا ويتضمن أغنيات الطلاب لم يشمل أغنيتي.
أفهم من ذلك أنك تشعرين بالضيق من الأكاديمية ?
بالطبع لا .. تجربتي داخل برنامج ستار أكاديمي رائعة ومذهلة ومنحتني شهرة رائعة لم أكن أحلم بتحقيقها في تلك الأشهر القليلة التي قضيتها داخل الأكاديمية .. إلى جانب أن أساتذتنا كانوا يبذلون معنا مجهودا خارقا حتى نظهر بالشكل الذي يليق بموهبتنا وبالأكاديمية .. ولذا لا يمكن أن أنكر فضلهم على .. ولكني أشعر أنه لو زادت جرعة الاهتمام بي .. لحققت المزيد من النجاح!
لماذا لم تحاولي لفت انتباه القائمين على تدريب طلاب الأكاديمية على ضرورة الاهتمام بك?
فعلت ذلك كثيرا .. لدرجة شعرت معها أنني أصبحت الطالبة المتمردة .. وهناك من تفهم مقصدي وحرص على تهدئتي وترضيتي بصفة دائمة ووقف إلى جواري وساندني خصوصا رولا سعد مديرة الأكاديمية ,ويكفي أن اختيارهم لي للمشاركة في حفلات الأكاديمية أخيرا كان لايمانهم بأنني أستحق ذلك بالفعل .. وعموما كنت في الأكاديمية مجرد طالبة لا تملك حق اختيار مصيرها وتغني ما يفرض عليها, ولذا لم أظهر بالشكل الذي أحلم به.
هل كان ذلك مقصودا .. لعدم فوزك باللقب?
لا أعتقد .. ولكني لاحظت شيئا .. فلقد اهتموا بي كممثلة وفنانة استعراضية وليس كمطربة ويكفي ترشيحهم لي للمشاركة في مسلسل "الجيران "اللبناني إلى جانب أربعة طلاب آخرين هم مروى وتينا وأحمد وعلى وأربعة طلاب من النسخة الثالثة للبرنامج وهم جوزيف وخليفة وفادي وشيماء" وهذا المسلسل تم تقديمه لإدارة الأكاديمية لترشيح الوجوه المناسبة له كإحدى الفرص الذهبية التي يقدمها البرنامج لطلابه.
كيف ترين فوز شذى العراقية باللقب?
كان يصعب وجود طالبة عراقية بيننا ولاتفوز باللقب على الأقل لإسعاد الشعب العراقي, خصوصا إذا كانت تحمل موهبة شذى فهي تغني وبطلاقة بأربع لغات دفعة واحدة الاسبانية والايطالية والفرنسية الانجليزية وأيضا باللغة العربية إلى جانب إنها تثق في موهبتها إلى أبعد الحدود وتمتلك قدرة مذهلة على مواجهة الجمهور بجرأة وكأنها تغني منذ 20عاما في الإطار نفسه كان قماح يستحق اللقب ولكن تعرض للظلم لغياب التوفيق عنه.
وكأنك كنت تؤمنين باستحالة فوزك باللقب?
تصمت للحظات.. كان بداخلي بالفعل قناعة إنني لن أفوز به وكل الدلالات كانت تشير إلى ذلك, وخصوصا بعدما فقدت الثقة للحظات في موهبتي داخل الأكاديمية ويكفي اختصار ظهوري على المسرح في الحفلات التي تقيمها الأكاديمية إسبوعيا لمدة ثلاث ساعات في أغنيتين فقط لا تتعدى مدتهما الزمنية 8 دقائق وهو ما كان يعني أن هناك شيئا خاطئا في صوتي.. وربما لم أستعد ثقتي في نفسي إلا عقب اختياري للمشاركة في الحفلات التي تجوب الوطن العربي.
كانت لكم تجربة قاسية في تونس بعد مصرع 7 من الجمهور خلال الحفل?
كان الأمر صادما لنا جميعا .. فلقد إستقبلنا الجمهور التونسي بحفاوة بالغة وكل شيء سار بصورة رائعة وأقمنا حفلنا الأول بنجاح كبير ثم سافرنا إلى صفاقس لإحياء الحفل الثاني , وكان بالمناسبة حفلا ضخما شهده جمهور ربما لا يمكن رؤيته في مصر إلا بمباريات كرة القدم, وخصوصا لشعبية مروى وعماد التونسيين كطلاب من الأكاديمة يشاركان في الحفل علاوة على "عماد" الذي ينتمي إلى مدينة صفاقس وبدأ الحفل وغنت شذى بتألق ثم قدمت فقرة رائعة مع" مروى وتينا تراقص معها الجمهور بأكمله كما قدمنا أغنية نانسي عجرم " باطبطب بادلع" ثم تبعنا "كارلو" بفقرة رائعة حيث إنه يجيد الاستعراض وشاركه الجمهور الرقص وبينما أستعد أنا وتينا ومروى مرة أخرى للصعود إلى المسرح بعد انضمام قماح إلينا سمعنا همهمات هامسة بين العاملين في الكواليس أن يمر الحفل على خير دون كوارث .. وشعرنا بالقلق فماذا حدث .. وحاولنا تحري الأمر ففوجئنا باضطراب شديد بين الجميع وتحركات غير عادية وصراخ هيستيري بين الجمهور وقال لنا أحد العاملين: إن هناك حالات إغماء حدثت بين الجمهور للتدافع والزحام الشديدين فشعرنا بالصدمة ولا أخفي أن ذلك ضاعف من إصابتنا وتوترنا بشدة وقررنا بمجرد الظهور على المسرح تحذير الجمهور من مخاطر التدافع حتى لو اضطرنا إلى إيقاف الحفل حتى عودة النظام.. وإذ بمسؤولي الأكاديمية يعطوننا إشارة للانسحاب إلى الغرف وهمسات تؤكد إلغاء الحفل لحدوث كارثة بين صفوف الجمهور.. وعلى الفور غادرنا المسرح ونحن لا نصدق ما حدث ليظل كل منا, خصوصا بعدما تأكدنا من الأمر صامتا ملتزما بغرفته لا يجرؤ على مغادرتها حزنا على الضحايا وأنهارت مروى وسقط عماد مغشيا عليه باكيا رغم محاولاتنا جميعا لتهدئته, خصوصا أن المتوفين من أبناء مدينته ومن أصدقائه ولم نرحل عن تونس في اليوم التالي إلا بعد أن أرسلنا برقيات العزاء لأهالي الضحايا وأتفقنا بشكل مبدئي على إقامة حفل آخر يخصص عائده لصالح"أسر الضحايا" كأقل شيء يمكن أن نقدمه لهم.
هل حاولتم مساعدة رجال الإنقاذ أو ماشابه في تونس ?
لم نستطع فعل شيء .. حيث قرار الانسحاب كان أسرع من التفكير في أي شيء آخر حتى يمكن إخلاء المدرجات بهدوء والسيطرة على الأمر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لماذا لا يحقق الفائزون بلقب ستار أكاديمي شيئا وينتهي أمرهم .. بينما باقي طلاب الأكاديمية يتألقون ?
هذه حقيقة بالفعل ولا أجد تفسيرا لها .. فمثلا أحمد الشريف" كان أحد نجوم الأكاديمية ولم يحالفه التوفيق وخرج في مراحل المسابقة الأولى وحاليا من نجوم الغناء. أيضا مروى نصر تستعد لإصدار ألبوم غنائي و"هاني" النجم الوسيم متعدد المواهب والذي كان أمرا صادما لنا جميعا عدم فوزه باللقب.. وكذلك اماني السويسي" وزيزي التي تألقت أخيرا في ألبوم رائع حقق نجاحا كبيرا وأعتقد أن اللقب ليس هو سبب نجاح الفنان .. وإنما الإصرار على النجاح والحفاظ على القمة التي بلغها بشق الأنفس!
إذن هي معادلة إثبات الذات والتأكيد على أن خروجهم من الأكاديمية لم يكن أمراً صائبا ?
بالتأكيد .. فجميع طلاب الأكاديمية ممن لم يحالفهم الحظ يحاولون إثبات أن موهبتهم كانت تستحق اللقب حتى ولو استغرق منهم ذلك وقتاً طويلاً, فمثلاً" زيزي" استغرق ألبومها الأول عامين من العمل الشاق وأعتقد أن" محمد قماح " سيكون أكثر نجوم الأكاديمية في نسختها الرابعة تحقيقا للنجاح لأنه موهوب بالفعل ويصر على إثبات وجوده كمطرب وملحن فذ .. وأؤكد أن عدم فوزه باللقب لم يؤثر على شعبيته وجماهيريته وقدرته على العطاء الفني, أي لم ينل من عزيمته!
وهل نال من عزيمتك أنت?
لا .. فعقب انتهاء حفلاتنا وانتهائي من تصوير مشاهدي في مسلسل "الجيران" اللبناني الذي رشحتني له الأكاديمية سأتفرغ لتقديم أول البوماتي والتفرغ للتمثيل السينمائي والأعمال الدرامية التلفزيونية ودراسة التمثيل بأكاديمية الفنون!
من وجهة نظرك هل كان هاني أحق باللقب من جوزيف في النسخة الثالثة للبرنامج?
كلاهما موهوب .. فجوزيف رائع أيضا ولكن البعض قال إنهم كلما حاولوا التصويت لهاني كانت الرسالة المسجلة على كمبيوتر البرنامج تقول لهم "شكرا على تصويتكم لجوزيف.
رشحت لأعمال فنية سينمائية أو تلفزيونية خلال الفترة الاخيرة?
نعم رشحت لتقديم الفوازير الخاصة بشهر رمضان على الفضائية المصرية, وهناك وفد من التلفزيون المصري سافر إلى لبنان للتفاوض مع إدارة ستار أكاديمي .. وإذا ما وافقوا على بطولتي لها ستكون واحدة من أهم مراحل حياتي الفنية حيث ستكشف مواهبي الاستعراضية والغنائية والتمثيلية .
ماذا إذا اعترضت الأكاديمية ورفضت مشاركتك بالفوازير?
سأخضع للأمر الواقع وبالتأكيد لهم وجهة نظر صائبة يجب احترامها.
ألا يضايقك هذا الاحتكار لموهبتك?
بالطبع لا .. فهم يستحقون أكثر من ذلك على ما بذلوه معنا من مجهود .. إلى جانب أنهم مؤسسة لصناعة النجوم ولذا الإحتكار بالتأكيد في صالحي.
أنت في الأصل (باليرينا) .. هل سيأخذك من هذا المجال التمثيل والغناء?
الباليه الاستعراضي في دمي ولن يبعدني عنه سوى الموت فهو صاحب الفضل في كل ماوصلت إليه وحققته وأعطاني الثقة في قدرتي على اجتياز مراحل البرنامج المختلفة .. ولذا سأرقص وأغني وأمثل " كوكتيل مواهب يعني " .. فما المانع في ذلك !
هل ستشاركين النجمة هيفاء وهبي دويتو غنائي?
أتمنى بالفعل حدوث ذلك , فعند لقائي بها وعدتني أن أشاركها إحدى أغنياتها , وبالمناسبة فهي فنانة رائعة وشديدة التواضع وكل ما يهمها ظهوري بالشكل اللائق كما لم تبد تذمرا عندما فوجئت بي لا أحفظ كلمات احدى أغنياتها وساعدتني على الحفظ وأكدت لي أنها ستقوم بتغطيتي على المسرح إذا ما أخطأت في الغناء أو نسيت الكلمات وأتمني حدوث هذا التعاون الفني في القريب العاجل.
قدمت أغنيات مع المطرب اللبناني العالمي "مساري" من خلال الأكاديمية وكان يبدوا واضحا فاهمكما الشديد .. فهل هذامؤشر على امكانية تعاونكما فنيا?مساري مطرب عالمي ومبهر ويستحق كل النجاح وشرف لي أن أشاركه احدى أغنياته مستقبلا وبالمناسبة كانت أكثر لحظات حياتي إثارة وسعادة بالأكاديمية عندما شاركته الغناء!
أطرف موقف مررت به داخل الأكاديمية?
مواقف عدة ولا أنسى عندما وافقت الأكاديمية للشباب على الذهاب الى السينما ففرحوا فرحاً شديداً لدرجة أن الأمر كان يعني بالنسبة لهم التحرر من وجودنا كفتيات لمدة 3 ساعات كاملة, وعقب توجههم إلي السينما مباشرة سمحت لنا الأكاديمية بالانطلاق خلفهم في سرية تامة حيث فاجأناهم داخل السينما كبائعات للحلوى والفيشار!